Friday 18 May 2012

حمامة سلام جديدة طارت من لندن وحطت في الجادرية إسمها .. باسم العوّادي ( 2 )




يبدو أن للكتل الطائفية في العراق وشخوصها أدوار مرحلية يقومون بلعبها ، لعلها من باب التقية أو من باب التكتيك !! فمن كان ينعق قبل سنتين من لندن بالعبارات الطائفية المتطرفة والتي أقل مايمكن أن توصف به أنها غير أخلاقية .. عاد اليوم من موقعه الجديد في العراق يردد من على شاشات التلفزة عبارات الود والتآخي والمصالحة وحقوق الآخرين .. تحول الى حمامة سلام .. من أجل ذلك رجعت الى أرشيف مقالاتي لأنقل للعراقيين خاصة ماقاله باسم العوادي وكتاباتي في الرد عليه ، وأدعوهم أن يقرأوها حتى السطر الأخير .
هذا الموضوع على ثلاث حلقات لأنه كتب قبل قرابة سنتين على ثلاث مقالات .
ولكي لاننسى سأعيد نشر تلك المقالات والتي كتبتها في الرد على مقالات باسم العوادي الذي كان مقيماً في لندن في حينها ، وإعادة نشر ردي على مقالاته ليست لأهمية صاحبها الذي عرفناه جيداً ، مع أهمية منصبه الحالي المستشار الإعلامي للمجلس الأعلى الإسلامي في العراق ، بل لأذكر العراقيين الذين بدأوا يرون صورة العوادي ويسمعون صوته الناعم كسيده مرة في الأسبوع على الأقل خلال النشرات الإخبارية  لقناة الشرقية الفضائية في معرض تعليقه وتحليلاته على الأحداث الجسام التي يمر بها العراق وتعقيدات تشكيل الحكومة (!!) . ولاأدري لماذا تم إختياره من قبل ( الشرقية ) للحوار معه والمفترض أن مقالاته التي نشرها تكفي لتعكس أفكاره الطائفية والمتطرفة .. ولمن لم يسمع بها ، او نسيها أو تناساها ، أعيد نشرها لكي يعرف العراقيون ولا ينسون ماصرح به وكتبه باسم العوادي قبل عامين قبل أن يستدعيه السيّد ليكون مستشاره الخاص . فلعل الذكرى تنفع المؤمنين .
المقالات الثلاث للعوادي وردي عليها نشرت على موقع ( كتابات )
___________________________________________________________________________
المقال الثاني
( العوادي وخبط عشواء تارة أخرى ! )
نشرت لي بتاريخ 2/12/2008 في الرد على مقالة باسم العوادي :
( الإتفاقية الأمنية : الشيعة يدخلون التاريخ والبعث يخرج الى مزابله )
نشرت له بتاريخ 30/11/2008

بين تارة وأخرى يطل علينا الأستاذ باسم العوادي من على هذه الصحيفة بمقال يضمّنه ماتجود به قريحته من ضرب وتكسير لعباد الله من العراقيين مستخدما المعول ذاته في كل مرة ، وهو معول لايحمل غيره كما يبدو ، ذلك هو معول الطائفية المقيتة ، والتي أضاف اليها صفة جديدة ليتيح لنا فرصة تسميتها بالطائفية الرخيصة ويبدو أنه يجيد إستثمار الحدث والظرف السياسي ليقدم أطروحاته .

كل ذلك لاضير منه ، فحرية الرأي محترمة .. وليس مثلنا نحن العراقيين من يقدّر أهمية حرية الرأي والفكر ، بعد أن عانينا من تكبيلهما ، ولا نزال .. ولكن ، عندما يتحول التعبير عن الرأي الى كيل من الشتم والشماتة ، والتعبير عن الفكر الى تزييف الحقائق والدعوة الى التضليل .. لابد هنا من وقفة للرد على أصحابها وخصوصاً إذا كانت تصدر بشكل مقصود ومبرمج ، وليس نتيجة أخطاء في التحليل أو جهل بالأحداث .. والأكثر من ذلك عندما يتعلق الموضوع بالجانب السياسي من الفكر .. ثم الأكثر من كل ذلك عندما يكون هدف رماية السموم موجه الى العراق العزيز وشعب العراق الأصيل .. حينها نكون قد وصلنا الى الخطوط الحمراء التي لايتجاوزها إلا جاحد أو حاقد أو منافق أو متفق على الأساسيات والمبادئ العميلة ، ألا وهي بيع الوطن وأهله بثمن بخس وبالإتفاق مع أعدائه .. وعمليات البيع وقبض الأثمان أصبحت تتم اليوم ، ولله الحمد الذي لايحمد على مكروه سواه ، علناً وعلى شاشات التلفزة وفي مجاس النواب وفي مزايدات الأحزاب وشخوصها الإمعات ومن خلال بيانات ومراسيم وقوانين رئاسية كذلك !!

هنا يصبح الرد من الموجبات والضروريات ، وهذا مادعاني اليوم الى كتابة هذه السطور .

ولكي أذكّر القارئ الكريم بما قصدته ، أعود به الى تاريخ 22/8/2008 ، ومقال السيد العوادي :
( يامعاوية إيران أشبعتكم ضرباً .. وأنتم أشبعتموها سباً ) ! والذي كان يحتوي على عبارات ماكانت لتصدر من كسرى أنوشروان أو إسماعيل الصفوي لوكانا على قيد الحياة ، ولامن شخص لو أنه زرِعَ في رحم أمه من نطفة أحدهما !

ولكي يقف القارئ الكريم أيضاً على ماأعنيه ، وقد مضى على المقال أكثر من ثلاثة أشهر .. أدعوه الى الرجوع الى ردي عليه في مقالي الذي نشر على كتابات بتاريخ 28/8/2008 تحت عنوان : ( عشق إيران ، هل بسبب كونها إسلامية ، أم لأنها وطنية ، أم لأنها جارة للعراق ، أم لأسباب طائفية ..؟ ).

بتاريخ 30/11/2008 ، خرج علينا السيد العوادي ، هذه المرة بمقال يحمل عنواناً غريباً كعادته
( الإتفاقية الأمنية ، الشيعة يدخلون التاريخ ، والبعث يخرج الى مزابله )

وقبل كل شيئ ، لاأستطيع أن أرى الربط بين كلمتي الشيعة والبعث ..! فلو قال الشيعة والسنة ، أو حزب الدعوة والمجلس الإسلامي وحزب البعث مثلاً ، لاستقام الموضوع وتوضح الطرح . أما بين الشيعة والذين هم عراقيون على المذهب الجعفري دينياً ، ويمثلون مختلف الأفكار السياسية من تقدمية ورجعية ، ومن يسارية ويمينية ،  ومن دينية وعلمانية ،  ومن مستقلين ومنتمين الى أحزاب ، ومن بعثيين أيضاً .. فهذا والله هو خبط عشواء بعينه ، وقد إختاره السيد العوادي لكي يكون عنواناً لمقاله ، ولا ندري هل ان ذلك هو للفت نظر القارئ الى المقال .. أم لجهل متأصل ، أم لطائفية رخيصة ، كما عوّدنا العوادي ، منذ أن ظهر يوماً على شاشة إحدى الفضائيات ليسب أبناء العراق وهو يدعو الى إقليم الجنوب ، ويتوعدهم بإهانة شوارعية ، أنهم سوف يقومون بتقبيل الأرجل لكي يعملوا خدماً في ( إقليم الجنوب )!!!

الإتفاقية ، التي يصر العوادي على تسميتها : إتفاقية سحب القوات الأمريكية من العراق ، ولم نسمع يوماً عن إتفاقية تعقدها حكومة دولة محتلة  مع مَن تحتل لكي تسحب قواتها العسكرية !!
يذكر لنا على أنها حصلت على شبه إجماع وطني من شركاء الشيعة في الوطن من الكرد والسنّة .. ولابد لي من أن أتوجه هنا بالشكر والعرفان الى السيد العوادي لأنه يعتبر السنّة شركاء الوطن ، ولم يعد يعتبرهم ممن ( أشبعتهم إيران ضرباً ) أو ( ممن سيقبلون الأقدام لكي يجدوا عملاً في الإقليم " الشيعي " الجنوبي  ) !!

ثم يصر بشكل غريب على كلمة الشيعة وتوقيع الإتفاقية ، ليس الحكومة العراقية ، وليست الأحزاب الشيعية ، وليس البرلمان العراقي .. بل ( الشيعة ) .. فهل يتكرم  علينا السيد العوادي ليخبرنا ، اين يضع الملايين من الشيعة المعارضين للإتفاقية ، مثل التيار الصدري وحزب الفضيلة والشيعة العروبيين والمستقلين والوطنيين وكثير من المراجع الدينية الشيعية .. هل أخرجهم بجرة من قلمه المبارك من شيعيتهم ..؟؟

ثم يخبرنا متفضلاً ، أن أهم نقاط التوتر في تاريخ العراق الحديث هي عدم فهم سنة العراق لواقع الشيعة ، وأن نظرتهم لازالت قاصرة .. ثم يخرج علينا بمصطلح جديد ربما نسمع مثله في مجالس الملايات فقط ، حين يطلق على شيعة العراق ( أم الولد ) ..!!
ياأخي .. حرام عليك ، ماذا ستقول لشيعة إيران التي تتفانى في الدفاع عنها في مقالاتك ، إذا ماعوتبت من قبلهم على هذه الكلمة .. وخصوصاً أنك تقول أن ( أم الولد ) هؤلاء هم اصحاب التأثير في الواقع الشيعي العالمي .. ؟
وتعكس بجرة قلم أيضاً ، التاريخ والحاضر ، فتقول ( حتى في التجربة الإيرانية الشيعية الحديثة والمتفردة عالمياً ، كانت بصمات شيعة العراق واضحة ولا زالت في سلم القيادة الإيرانية العليا ...) ! ولا أدري هل أقول هنا أن أخانا العوادي قد إختلط عليه الحابل بالنابل ، أو كما يقول مثلنا العراقي الشعبي الساخر
( يخلط ماي ودهن ) كما يعبر ميكانيكية الشيخ عمر في بغداد عن محركات السيارات المتهرئة !!

يضرب لنا الأمثال لشخصيات إيرانية مثل محمد هاشمي الشاهرودي .. والشيخ التسخيري .. ومحمد باقرالحكيم ( الأصفهاني ) .. كمثال على الشخصيات الشيعية العراقية الأصلية والأصيلة المؤثرة في إيران .. وأسماء من ذكرهم هؤلاء تشهد على عكس ذلك .. وينسى أن مقعد المرجعية العليا في العراق لم يحتله وعلى مدى قرون من الزمن إلا إثنان أو ثلاثة من الشيعة العرب ولفترات زمنية بسيطة  وبقي حكراً على الإيرانيين من الأصول الفارسية وحتى هذه اللحظة ..!! فأي تزييف للتاريخ والحقيقة  ..؟؟


ثم يفاجئنا السيد العوادي ، بمصطلح غريب حقاً كغرابته هو نفسه ، ذلك هو ( الليبراليين والماركسيين السنّة ) !!!
هل سمعتم ، ياأهل السياسة وقرائها عن شيئ إسمه ليبرالية وماركسية شيعية واخرى سنية ..؟؟ أم هل كان المفكر التقدمي العالمي ماركس سنياً ونحن لاندري ..؟؟

ويختتم ، بأسوأ وأعجب مما بدأ به حين يقول : ( إن حزب البعث قد خرج يوم توقيع الإتفاقية الى مزابل التاريخ .. يوم توقيع الإتفاقية هو يوم الموت الحقيقي لصدام وهو يوم موت حزب البعث وفكره وتياره وجماعته وتجلياته ..!!)
لعمري ، هذا وسام شرف للبعثيين .. وليس مسبة لهم . فالذي خرج يوم توقيع الإتفاقية وطنيي الشيعة والسنة وبقية العراقيين الشرفاء ، ولكن لم يخرجوا الى مزابل التاريخ ، بل خرجوا من مزابل الذل والتبعية لكي يكنسوا مزابل  (خضراء ) الدمن .. ويومها ستكون لنا كلمة أخرى .

أنصح السيد باسم العوادي ، أن يتفق مع من يدعمه على ترك الكتابة والتحليلات السياسية ، لأنها ليست صنعته .. ولأنه يسيئ اليهم بدل أن يدعمهم .. وليختاروا له أو ليختار لنفسه دوراً أكثر جدوى وأكثر تقديراً ..!!


( تعقيب : هكذا " مفكر " يشغل اليوم منصب " المستشار الإعلامي للمجلس الأعلى الإسلامي " فأنعِم به من مستشار إعلامي .. وأكرِم بمجلسه من ساسة .. !! )

3/8/10
           

No comments:

Post a Comment